~¤¦¦§¦¦¤~ أنواع الحديث الشريف ~¤¦¦§¦¦¤~
للحديث النبوي أهمية كبيرة, لأنه المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي, و لذا عني المسلمون به عناية بالغة, فبذلوا جهودا ضخمة في جمعه و حفظه و الدفاع عنه و التأكد من صحته و التمييز بين الصحيح و الضعيف منه. و في هذا الموضوع سنبين بعض أنواع الحديث من حيث عدد رواته و صحته.
v أنواع الحديث من حيث عدد رواته:
ينقسم الحديث من حيث عدد رواته إلى قسمين هما:
ü أولا: الحديث المتواتر:
ما يرويه عن النبي الجمع الكبير الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب, و يرويه عنهم مثلهم حتى يصل إلينا.
و التواتر ينقسم إلى قسمين:
1- تواتر لفظي: و هو ما تواترت روايته على لفظ واحد يرويه كل الرواة بهذا اللفظ.مثل حديث :" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " رواه عن النبي بهذا اللفظ بضعة و سبعون صحابيا.
2- التواتر المعنوي: هو أن ينقل العدد الكبير الذي يستحيل تواطؤهم على الكذب أحاديث مختلفة في اللفظ, و تدل على معنى مشترك واحد, فيكون هذا الأمر المشترك متواترا تواترا معنويا, مثل رفع اليدين في الدعاء ورد فيه نحو مئة حديث, و مثل أحاديث المسح على الخفين رواها نحو سبعين صحابيا, و مثل الأحاديث التي تأمر ببر الوالدين.
و الحديث المتواتر يفيد العلم القطعي, و يجب الأخذ به و العمل بأحكامه.
ü ثانيا: حديث الآحاد:
و هو ما لم يبلغ عدد رواته درجة التواتر, فيسمى حديث آحاد, و لو رواه أكثر من واحد.
و حديث الآحاد لابد قبل الأخذ به التأكد من صحته.
v أنواع الحديث من حيث صحته:
ينقسم الحديث من حيث صحته إلى ثلاثة أقسام , هي:
ü أولا : الحديث الصحيح:
و هو ما اتصل سنده بنقل الراوي الثقة الدقيق الحفظ عن مثله, من ابتداء الند إلى منتهاه .
و حتى يكون الحديث صحيحا يجب أن يتوفر فيه شروط عدة, منها :
1. الاتصال, و يقصد به أن يكون كل راو قد سمع ممن قبله دون أن يسقط من إسناد الحديث أي راو.
2. أن يتصف رواة الحديث بالاستقامة و الصدق.
3. أن يتصف رواة الحديث بالحفظ و الإتقان.
4. ألا يخالف الراوي الثقة غيره ممن هو أوثق منه و ذلك أننا نقارن رواية الثقة بروايات غيره, فإذا وجدنا في رواية معينة من رواياته انه خالف من هو أحفظ منه من الأئمة أو خالف عددا من الحفاظ علمنا انه اخطأ في هذه الرواية.
5. ألا يكون في الحديث سبب خفي يقدح في صحة الحديث, كأن يروى الحديث عن احد الثقات الذين تغير حفظهم في آخر عمرهم بسبب الهرم أو المرض.
و العدل: هو المسلم العاقل البالغ المجتنب لأسباب الفسق و خوارم المروءة.
ü ثانيا : الحديث الحسن:
وهو ما اجتمعت فيه شروط الحديث الصحيح, غير أن بعض رواته خف ضبطه, و لم يبلغ في حفظه و إتقانه درجة رواة الحديث الصحيح.
و يجب الأخذ بكل من الحديث الصحيح و الحديث الحسن و العمل بهما.
ü ثالثا : الحديث الضعيف:
هو ما فقد شرطا من شروط الصحيح أو الحسن. فضعف الحديث يمكن أن يكون لأسباب مختلفة أهمها:
1. انقطاع سنده بأن يسقط منه بعض الرواة.
2. أن يكون في سند الحديث راو أو أكثر من الضعفاء, إما لضعف حفظهم أو الشك في صدقهم أو جهالة حالهم عند علماء الحديث.
3. أن يكون الحديث مخالفا لما هو أقوى منه من الروايات الصحيحة.
و هذا النوع من الحديث لا يأخذ به إلا في فضائل الأعمال.
ý الحديث الموضوع:
هو المكذوب على النبي (صلى الله عليه وسلم), و هو كذب خطير على الدين, لا تحل روايته إلا لتحذير منه. قال النبي: :" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
و أسباب الوضع مختلفة, فالوضاعون منهم:
§ من كان يضع الحديث ليدافع عن فرقته التي ينتمي إليها.
§ و منهم من كان يفعل ذلك عداء للإسلام بقصد تشويهه.
§ ومنهم من كان يقصد تشجيع الناس على عمل الخير, فيضع الأحاديث التي تحض عليه.
§ و منهم من كان يقصد التوصل لأغراض دنيوية.
و قد تتبع العلماء هذه الأحاديث الموضوعة و بينوها و كشفوا رواتها.
ومن أشهر الكتب التي ألفت في الأحاديث الموضوعة: كتاب الموضوعات لابن الجوزي, و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة لابن عراق الكناني.
و خلاصة القول أن حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) وصل إلينا نقيا من التحريف و الدس, بفضل جهود علماء المسلمين الإجلاء الذين افنوا حياتهم في خدمته و الدفاع عنه.
الأحد أبريل 13, 2008 9:10 am
