أشـــياء فــي الصــيف باردة .. فــي الشــتاء دافــئة ..
أن يطبع أحد ما .. كلمــة حلوة عــلى أول نهــاركـ .. فيتــرطبـ يومكـ كله بالخيــر والمحبة ..
أن يتبعكـ دعاء أم إلــى عتبة البــاب .. فتشعــر أن الطــرق كلها سالكـة، وأن أجنحة الملائكــة تظللكـ، تهاديكـ علــى الهدى وتدفع الشر عنكـ، وترمي البلاء.
أن يتقافز أمام عينيكـ ذلك الصــبي الذي يشبهكـ، ويشبه أخواله، يفرّح قلبـكـ، ويسحبكـ إلــى طفولتكـ التــي مرتــ هكــذا، كسـحابة مســرعة، غادية.
أن تفتح نافذة قلبكـ تلكـ الصبية التي تشبه أمها وعمّتكـ التي لم ترها، تشاغبكـ بضحكاتها وبضفيرة شعــرها، وبذينكـ السنين الصغيرتين البارزتين في الأمام لوحدهما، والســن الصغيرة المقلوعــة التي تداريها بمخمل يدها، وبارد كفها.
أن تكون جيوبكـ عامرة، وتجد محتاجة غلبها الزمن، فلا تفكــر إلا أن تغطيها بالإحسان والستـر، وبما أعطاكـ الله.
أن يغيب عن عينكـ صديق صدوق، فتحــس فجأة أن اللقمــة كانت معــه أشــهى، وأن الضحكــة كانت معــه لها معــنى، وأن غيابه طال، والكذب حولكـ استشــرى .. تظل تنتظــر حضوره أو تنتظر البــشرى.
أن تــرى رجلاً من زمن الصـدق ووطر النــاس الأوليــن، معتــزاً بأشــيائه، وغــير آســف عــلــى الســنيــن، تــراه .. فيملؤكـ هيبة وصدقاً ونبلاً، ويذكــركـ بعطر الرجال الأقدميــن.
أن ترتوي مدينتـك التــي تحبــ بقطراتــ من ماء، كــهــبة آتــية من جرح الأرض، أو تبتل بخيط من فضــة، منــزّل من السمــاء
أن يأتــي عصــفــور صــغيــر يشــاغب فــجركـ، يزاغــي حباتـ الندى المتكــسر عــلى زجاج نافــذتكـ، يدخــل الســرور إلــى قلبكـ وعينكـ، ويطــير تاركـاً السعادة التــي اتصلقــتـ عــلى ذاكــ الزجاج في ذاكـ الفجــر الوضــيء.